كبيرهم في خبز من الحلقة، ولازم السلطان ضرب الكرة هناك في كل يوم، وأعرض عن تدبير الأمور والنظر في المصالح، فتمرّدت المماليك، ومدّوا أيديهم إلى حريم الناس، وقطعوا الطريق، وفسدت عدّة من الجواري، وكثرت الفتن بسبب ذلك. وكان ما لا خير فيه. وبلغ السلطان ذلك فلم يعبأ به، بل قال: «خلّوا كل أحد يفعل ما يريد».
وقام العلائي حين فحّشوا الحال، ولا زال بالسلطان حتى عاد إلى القلعة. هذا، وقد تظاهر الناس بكل قبيح، ونصبوا أخصاصا ببولاق وبالجزيرة الوسطى، وخرجوا في الفسق عن الحدّ، وبالغوا في التهتّك، وجرت جرايات يطول الشرح في ذكرها. حتى قام العلائي في ذلك قياما، وحرّق الأخصاص، وضرب جماعة بها وشهّر بهم، فتلف بها مال عظيم جدّا (?).
وفيه ارتفع سعر الراوية الماء بزيادة كبيرة على العادة بسبب انحسار النيل عن هذا البرّ الشرقي، حتى صار ما بين مصر والقياس يخاض. وركب السلطان في أمرائه وأخذ معه المهندسين حتى كشف الأمر، فوجدوا الوقت فيه قد فات بسبب إخلال النيل في الزيادة. وآل الأمر إلى أن عمل جسر من برّ الجيزة إلى المقياس، وما أفاد شيئا.
مع ذلك، فإنّ النيل لما زاد طمّ الجسر / 13 أ / وجرت أمور كثيرة (?).
وفيه لعب السلطان بالكرة في الميدان على أمرائه، فاصطدم يلبغا الصالحي مع آخر وسقطا معا عن فرسيهما، ووقع فرس يلبغا على صدره فانقطع نخاعه ومات لوقته، وقرّر في إقطاعه قطلوبغا الكركي (?).
وفيه قطعت مرتّبات أهل الراتب بدمشق ليتوفّر ذاك لمهمّ سفر السلطان إلى الحجاز (?).
وفيه كلّم العلائي السلطان في إبطال سفره إلى الحجاز، فما أجاب إلى ذلك ولا ارعوى (?).