السلطان منجك بالكشف عن ذلك، وكان يكره السلطان آل ملك، لا سيّما وقد عارضه حين سلطنته، بل نقل عنه له أنه قال: «نشرط عليه أن لا يلعب بالحمام»، إلى غير ذلك، فصار يكرهه.
ولما وصل إليه منجك حلف له أنه برىء ممّا رمي به (?).
وفيه نودي بمصر والقاهرة من قبل السلطان بأنّ أحدا لا يعارض لعّاب الحمام، وأرباب الملاعيب، والسعاة.
وكان السلطان يحبّ اللعب بالحمام، وله في ذلك غرام. فتزايد بذلك (?) الفسق (?).
[47]- وفيه مات الأمير الكبير، الأتابك جنكلي (?) بن محمد بن البابا بن جنكلي بن خليل بن عبد الله العجليّ، الآمديّ، الشافعيّ.
وكان أميرا جليلا، فاضلا، عارفا، عاقلا، سيوسا، مدبّرا، أدوبا، حشما. كان بيده إمرة رأس العين، ثم طلب إلى القاهرة في أيام الناصر محمد بن قلاون فقدمها، وكان لقدومه وقتا حافلا (?)، وسرّ به السلطان وأكرمه وأقطعه هو وجماعة من ألزامه، ثم صيرّ رأس الميمنة. ولم يزل معظّما بعد الناصر، حتى كتب له في أيام الصالح إسماعيل: «الوالدي، الإماميّ».
وكان يحبّ أهل العلم والصلاح والفقراء، ويكثر من الصدقات والبرّ والمعروف، زيادة على زكاة ماله.
وسمع عليه بعض الأمراء حين صرف من العراق. وبالجملة فكان جمّ المحاسن، وافر العقل والديانة.