وفيه ارتفع الوباء من القاهرة (?).
وفي ربيع الآخر ركب السلطان بجميع أمرائه ومماليكه وأرباب دولته وسار إلى حيث الحفير تجاه منشأة المهراني، وقد نصبت له هناك الخيم، ونودي بخروج الناس للعمل كافة، فخرجوا طوايف طوايف ومعهم الطبول والزمور، وغلّقت أسواق القاهرة، وأخذوا في شيل التراب، وعمل معهم الأمراء والعسكر وأرباب الدولة، وكان يوما مشهودا. ثم مدّت فيه أسمطه جليلة، وركب السلطان بعد العصر عايدا إلى قلعته وقد فرض على الأمراء العمل بأعوانهم وعيّن لكل أمير مكان (?) يحفره، واستمرّ النداء في كل يوم بخروج الناس، وصار كل أمير يخرج في نوبته ومعه أتباعه حتى صوفة الخوانق التي له النظر عليها، ومرّت أياما (?) هي بالهزل أشبه منها بالجدّ، ودام إلى أواخر هذا الشهر (?).
وفيه كان مجلس امتحان الشمس الهرويّ بين يدي السلطان اجتمع فيه قضاة القضاة، والحافظ ابن (?) حجر، ومشايخ العلم، وحضر الهرويّ، ووقع (?) أشياء يطول الشرح في ذكرها. وكان المجلس كلّه على الهرويّ.
ورتب الحافظ ابن (?) حجر أشياء ذكرها الهرويّ تتعلّق بالإسناد وغيره (?).
وفيه أعيد الحافظ ابن (?) حجر إلى مشيخة البيبرسية، وصرف الشيخ البيري (?) أحمد بن جمال الدين الأستادار.