بغته الأجل وله ثلاث وستون سنة.

[مشيخة الشيخونية]

وفيه أعيد الناصر بن العديم إلى مشيخة الشيخونية، وصرف ابن الطرابلسيّ (?).

[عودة الجمالية إلى وقفها]

وفيه كاينة عود الجمالية إلى وقف جمال الدين، وعقد مجلس عند شيخ نظام الملك بسبب ذلك وبسبب ساير أوقاف جمال الدين، وقام الشمس أخو جمال الدين في ذلك لا نتمايه إلى شيخ هو وذريّة جمال الدين، وشكوا حالهم وما نالهم من الناصر. وقام معهم الصدر بن الأدميّ الحنفي وابن البارزي. وحضر أخو جمال الدين، وكاتب السرّ فتح الله، وهو ناظر المدرسة يومئذ بتقرير الناصر له في ذلك. وطال المجلس العام والدعوى، وآل الأمر أن حكم الصدر بن الأدميّ بإعادة المدرسة إلى وقف جمال الدين، وكذا جميع أوقافه، وعدّ ذلك من عجيب الأحكام (?).

[شعبان]

[سلطنة شيخ وتلقيبه بالمؤيّد]

وفي شعبان في مستهلّه، كانت (?) جلوس نظام الملك الأمير شيخ (في مصر) (?)، وكان قدم عزم على ذلك حتى أظهره، وحضر القضاة الأربع (?) والأمراء وأهل الدولة كلهم بالإصطبل، وقام فتح الله كاتب السرّ على قدميه فقال مخاطبا لمن حضر أن الأحوال ضايعة ولم يعهد أهل نواحي مصر عندهم اسم الخليفة ولا تستقيم الأمور للمسلمين إلاّ بقيام سلطان على العادة، ودعاهم إلى شيخ، فأجاب الجميع، ومدّ الجلال البلقيني قاضي القضاة يده وبايعه، وتبعه الناس، ثم قام من فوره فلبس شعار السلطنة، وتقلّد السيف، وخرج فركب فرس النوبة، وسار والكلّ مشكاة بين يديه حتى وصل إلى القصر، / 450 / فأنزل على بابه ودخل إليه فرفعوه على سرير الملك ووقف الكل بين يديه، ولقّب بالمؤيّد وكنّي بأبي النصر، وبعث القضاة وهو بالقصر إلى الخليفة فشهدوا عليه بالتفويض إليه بالسلطنة فتوقّف الخليفة في ذلك، وقال بعد ذلك بشرط أن أنزل إلى داري. فلم يعبأ المؤيّد به، بل وكل به في بعض دور القلعة، ورسخت قدمه في السلطنة، وزالت (?) اسم السلطنة عن الخليفة وكانت مدّتها له منذ بويع بها خارج دمشق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015