وفيه قرّر شيخ دواداره جقمق في دوادارية الخليفة وأسكنه بالقلعة، وصار الخليفة لا يتمكّن من العلامة على شيء حتى يكون على يد جقمق، ولا يقدر أحد على الاجتماع به إلاّ وهو معه، فأخذه من ذلك التغرض وزاده قلقه وفكره وضاق صدره سيما وهو منفرد بعياله في تلك القصور الواسعة (?).
وفيه خلع على المباشرين وفيهم كاتب السرّ فتح الله واستمرّوا على وظايفهم، وعظم قدر فتح الله في هذه الأيام جدّا، وصار يجلس مرتفعا على الوزير. وهو أول من وقع له ذلك. وصار عند شيخ والأمراء بمنزلة كبيرهم ومشيرهم لمانته عليهم بقوطيته لهم بولاية الخليفة وقيامه في ذلك على أتمّ وجه وأحسنه (?).
[1291]- وفيه مات الشهاب الحسباني (?)، أحمد بن إسماعيل بن خليفة بن عبد العال الدمشقيّ، الشافعيّ، بعد أن ولي عدّة وظايف منها قضاء دمشق غير ما مرة.
وكان عالما سخيا جدا، له شجاعة وإقدام، وصنّف وألّف، وكان عارفا بالفنّ الحديثي.
ومولده سنة تسع وأربعين وسبعماية.