معه من الخيل الجنايب والجشار والعجل وآلات الحصار والأنفاط والأثقال تجرّ على الأبقار، وخزانة السلاح على ما ينيف على ألف جمل، وخزانة المال وفيها ما ينيف على أربع ماية ألف دينار والمطبخ السلطاني وسيق معه من الغنم نحوا (?) من ثلاثين ألف رأس، والبقر والجاموس والخلاّبة، وتقدّم حريمه في سبع محفّات هايلة، / 441 / ومعها نحوا (?) من ثلاثين حمل (?) من المحابر (?). وكانت عدّة جماله زيادة على ثلاثة وعشرين ألف جمل، وخرج معه الخليفة والقضاة الأربع (?) وأرباب الدولة (?)، وقد بالغ في سفره هذا زيادة على عادته كأنه انتهى.
وأنشد لسان الحال:
إذا تمّ أمر بدا نقصه ... توقّع زوالا إذا قيل تمّ
ونحر السلطان ضحايا على تربة أبيه بالصحراء، وجعل يلبغا الناصري نايب الغيبة، وألطنبغا العثماني بالإصطبل، وأسنبغا الزردكاش بالقلعة.
واستقلّ بالمسير يوم الجمعة حادي عشره (?) قبيل غروب الشمس في ساعة رصدها له البرهان بن زقّاعة (?)، فكان الأمر بخلاف ما أرادوه ورصدوه. سبحان من بيده الأمر.
وفيه وسّط السلطان إنسانا بسبب الرحيل قبل السلطان، وبقيت معه مشنقة صار يشنق عليها من يرحل قبله، ولما نزل بغزّة وسّط نحوا من عشرين مملوكا من الظاهرية وهو لا يعقل من سكره، فتفاءل الناس بزواله ونفرت عنه القلوب، وتنكّروا عليه، وبينا هو ساير إذ ورد عليه الخبر بمخامرة من تقدّمه من عساكره والأمير بكتمر جلق ووصلوا إلى الشام فعادوا نايبها تغري بردي وهو مريض، ثم دخلوا من دمشق قاصدين شيخ واللحاق به وبنوروز وهما على حمص، وخالفهم بعض من الأمراء الذين معهم فقبضوا عليه (?).