فخلّصه الله تعالى على يد روميّ. ثم جرت أمور آلت إلى اختفاء السلطان خوفا على نفسه (?).
فلما فقد من القلعة في خامس عشرين هذا الشهر أحضر الأمراء الخليفة والقضاة، وأحضروا الأمير عبد العزيز أخو (?) السلطان وقد ناهز الاحتلام، فبايعوه بالسلطنة ولقّبوه بالمنصور، وكنّوه بأبي العزّ، وكان ذلك عند أذان العشاء / 400 / ليلة الإثنين سادس عشرين ربيع هذا، وزالت دولة الناصر، ولم تضرب البشاير ولا زيّنت القاهرة على العادة، وعدّ ذلك من النوادر. وقام ابن (?) غراب بتدبير المملكة والناصر مختقي (?) عنده. ثم حصلت ولايات وأوامر ونواهي في أمراء مصر (?).
وفيه كانت كائنة المسلمين بالأندلس مع الطاغية الفنش صاحب قشتالة والفرنج أتباعه. وكانت مدّة الصلح قد تمّت بينه وبين أهل الأندلس، فسار إليهم في البحر. وتجهّز المسلمون أيضا في المراكب مع نجدة صاحب فاس لصاحب غرناطة، والتقت المراكب بالزقاق بين سبتة وجبل الفتح، فكانت الكسرة على المسلمين، ولله الأمر (?).
[1121]- وفي ربيع الآخر مات قوام بن عبد الله (?) بن قوام، الملقّب قوام الدين. وأظنّ اسمه محمدا كاسم ولده شيخنا العلاّمة قوام الدين الروميّ، الدمشقيّ، الحنفيّ.
وكانا عالمين فاضلين، خيّرين، ديّنين، عارفين بالفنون.
ونشأ ولده في محلّ وفاته.