خططت به من مدائحه في الموضع المبشور، وكذا بشر كلما خطط به والده إلا الشيخ الكاتب فإنه أبقاهما، وقال لي: نعم كان شيخنا مسنًا وكان يكتب، وهذا نهاية التواضع- اهـ.
قال أبو عبد اللَّه الحضري: شيخنا الفقيه الحاج الكاتب الأديب الحافظ الصدر، كان أحد وجوه الأدباء القدماء، كثير النظم في النبويات وغيرها، كتب عن أمراء الأندلس والمغرب، واستظهر بالقاهرة المعزية موطأ الإمام مالك حفظًا من صدره عن ظهر قلب، فاحتفل له شيوخ المالكية وضربوا الطبول والبوقات على رأسه إشادة وتنويهًا، وتوفى أوائل رمضان بفاس عام خمسة وعشرين وسبعمائة.
قال الحضرمي (?): شيخنا الفقيه الجليل القاضي الأعدل الأنزه الأعرف الحسيب النحوي المتفنن الفاضل المعظم، كان ذا فضل ودين ووقار وسلامة صدر، حسن الأخلاق لين الجانب، فاضل الطبع، بارع الكتب، مدركًا فيه إدراكًا حسنًا، على هدي صالح، وسمت حسن، لقي جماعة من الفضلاء وأجازوه، وخلقًا من الشرق والغرب، وبرع في علم النحو وغلب عليه، وله حظ في الرواية، مولده بغرناطة في رمضان عام أربعة وستين وستمائة، وصلى عليه أبو القاسم بن جزي.