غيري. . ." وذكر أنه باحثه في المشكلات وراجعه في المهمات ثم قال: "وبالجملة فهو شيخي وأستاذي ما انتفعت بأحد انتفاعي به وبكتبه".
عاش التنبكتي حتى أواخر العقد الثالث من عمره في أسرة تتمتع بالرئاسة والجاه، ثم حلّت به محن شداد (?) طبعت حياته الباقية بطابع الحزن كما يبدو من قراءة سيرته ومؤلفاته.
ففي السابعة والعشرين من عمره فقد والده وهو أستاذه الأول، وفي التاسعة والثلاثين حاصر القائد المغربي محمد بن زرقون عشيرته بني أقيت فيما يسميه المؤلف بالكائنة العظمى (?) لما لحقهم فيها من التنكيل والعذاب إذ سيقوا موثقين بالقيود إلى مراكش، حيث أودعوا السجن من أول رمضان عام 1002 حتى يوم الأحد الحادي عشر من رمضان سنة 1004 هـ وفي الطريق إليها سقط الشيخ عن ظهر الجمل فكسرت ساقه، وفقد في هذه المحنة ستمائة وألف مجلد من كتبه (?) وفي ذروة هذه المحن أصيبت عشيرته بوباء الطاعون فمات معظم أفرادها فيما يروي المؤرخون (?) وفي هذه الفترة العصيبة فقد من أقاربه الأدنين ابنه محمدًا (?) وعمه عبد اللَّه بن محمود بن أقيت (?).
إن هذه المحن تفسر ضيق أحمد بابا بمراكش حتى قال عند مغادرتها: "لا ردّني اللَّه إلى هذا المعاد، ولا رجعني إلى هذه البلاد" (?). وهو ما يؤكد أن