والخرافات واللهو والطرب. وأن تُبيَّن لهم مزايا الإسلام وفوائده وأصوله ومبادئه، لأن الكثيرين منهم لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه، ولا يفرقون بين طبيعة الإسلام وطبائع الأديان الأخرى، ولا يعلمون أن الأديان كلها أديان فقط، بمعنى أنها جاءت بعقائد وعبادات وأخلاق، أما الإسلام فهو دين، وهو تشريع، وهو سياسة، وهو أدب.
وانظر في أي مسألة من مسائل الفكر الكبرى أو أي أمر من أمور الحياة، تَرَ للإسلام رأياً فيه وحكماً، فالتشريع الإسلامي أغزر (أو من أغزر) وأصفى المنابع التشريعية في العالم. والإسلام قد أقرّ الحرية الفكرية ووضع أصول البحث العلمي بما أمر به من دراسة الكون والنظر في ملكوت السماوات والأرض، والإسلام قد وضع أسس السياسة العامة والشرع الدولي، والإسلام وحده هو الذي يحل المشكلة الاجتماعية والاقتصادية الكبرى، وينقذ الإنسانية من استبداد المتموّلين وجحود الفرديين، ومن خيالات الاشتراكيين وبلاء الشيوعيين، بما جاء به من قواعد حكيمة عادلة للزكاة والمساواة ونظام الحكم. وللإسلام بعد ذلك كله حكمه في كل عمل من أعمال الإنسان، فلا يخلو عمل على الإطلاق من أن يكون له حكم في الدين وللدين دخل فيه، فيكون مباحاً أو مندوباً أو واجباً أو مكروهاً أو حراماً، ولا يستطيع المسلم أن ينسى الإسلام لحظة أو يمشي بدونه خطوة.
ثم إن هذه الأحكام كلها مساوقة للعقل موافقة له سائرة مع العلم. والإسلام يقدّر العقل حق قدره ويجعله الموجِب الأول ويربط المسؤولية والتكليف به، ويخاطبه دائماً ويعتمد عليه ولا