حديث أذيع سنة 1956 (?)
سأحدثكم اليوم عن واحد من ذوي الجاه والسلطان، كان له ولد عني به وربّاه ويسّر له أسباب السعادة وأمدّه بالمال الوفير، ولم يكلفه إلا شيئاً واحداً، قال له: إن فلاناً مفسد شرير وهو عدو لي ولك، فابتعد عنه ولا تستمع إليه، فإنه لا يقول إلا الكذب ولا يريد بك إلا الأذى.
فما كان من الولد إلا أن أسرع إلى هذا العدو فصادقه وصافاه ونسي أباه، فأورده موارد الفجور ودله على طريق المعاصي، وأعرض عن أبيه ونسيه وصار يقع كل يوم في ورطة. فإذا اضطر ولم يجد أحداً يدعوه يدعو أباه فينقذه، فإذا نجا منها عاد إلى قطيعة أبيه وجفائه. حتى إذا أحاط به الأعداء واشتدّ عليه البلاء وتعاقبت عليه الورطات، جاء مَن ينصحه يقول له: إنه ليس لك إلا أبوك، فاعتذر إليه وعد إلى حِماه، واسأله بعد ذلك ما شئت.
هذا هو مَثَلنا مع الله، وله المَثَل الأعلى.