نور وهدايه (صفحة 174)

جيل، ثم مات الجيل المولود ووُلد الثالث والقدس في أيديهم، فلما دخل الإسلام المعركةَ على يد عماد الدين، ثم نور الدين، ثم صلاح الدين، كانت معركة حطين وكان النصر المبين، واسترددنا القدس وطهّرنا بلادنا كلها من الغاصب الدخيل.

والإسلام لا يزال كما كان، وهو يستطيع -إن أدخلناه في المعركة- أن يكسبنا بعون الله المعركة، ولكن ناساً يدّعون أنهم منا يفزعون كلما ذُكر الإسلام. يفزعون من ذكر الإسلام لأنهم لم يعرفوه؛ للإسلام في أذهانهم صورة مشوهة، لذلك يفزعون من ذكر الإسلام. يظنون الإسلام هو ما كنا عليه منذ مئة سنة وأن ما عليه المتمدنون اليوم لا يكون إلا بمخالفة الإسلام، لذلك جاءت صورة الإسلام مقرونةً عندهم بالتخلف والجهل بعلوم العصر، وصورة الدعوات المخالفة له مقرونة بمنجزات العلم وثمرات الحضارة والصعود إلى القمر!

المرأة تظن أن الإسلام هو ما كانت عليه في القرن الماضي حين كانت تنادي بتحرير المرأة، وأعداء الإسلام والمغفلون من أبناء المسلمين يحسبون أننا إن دعونا إلى الإسلام إنما ندعو إلى هجر المدارس وترك العلوم الحديثة، وأن نتداوى بوصفات العجائز وندع الطب، وأن نركب الجمل بدلاً من السيارة، وأن نحارب بالسيف والرمح بدل المدافع والصواريخ!

لا يا سادة، ليس هذا هو الإسلام، بل إن هذا كله ليس من الإسلام؛ الإسلام أن نُقبل على العلم، العلم كله: علم الأديان، وعلم الأبدان، وعلم الأكوان، وعلم البلدان، وعلم الحيوان، وعلم الإنسان، حتى نكون في ذلك كله أعلم الأمم. الإسلام أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015