ذوي الأرحام، وكان عليه الصلاة والسلام يقول لكل اثنين تاخيا في الله: أخوين أخوين) (?) ودام هذا الميراث إلى أن نزل الله سبحانه قوله في سورة الأحزاب وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ (?) .
ولما استقرّ عليه الصلاة والسلام بالمدينة أرسل زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكّة ليأتيا بمن تخلّف من أهله، وأرسل معهما عبد الله بن أريقط (?) يدلهما على الطريق، فقدما بفاطمة وأم كلثوم ابنتيه عليه السلام، وسودة زوجه، وأم أيمن زوج زيد وابنها أسامه، أما زينب فمنعها زوجها أبو العاص بن الربيع، وخرج مع الجميع عبد الله بن أبي بكر بأم رومان (?) زوج أبيه، وعائشة أخته، واسماء زوج الزبير بن العوام، وكانت حاملا بابنها عبد الله، وهو أول مولود للمهاجرين بالمدينة.
ولم يكن هواء المدينة في البدء موافقا للمهاجرين من أهل مكّة، فأصاب كثيرا منهم الحمّى (?) ، وكان رسول الله يعودهم فلمّا شكوا إليه الأمر قال: اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكّة وأشدّ وبارك في مدّها وفي صاعها، وانقل وباءها إلى الجحفة (?) ، فاستجاب الله جلّ وعلا دعوته، وعاش المهاجرون في المدينة بسلام.