الفرج، ومن أطلق بصره في ما حرَّم الله أورد نفسه موارد الهلاك، قال الله - عز وجل -: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} (?)، ولا شك أن النظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، قال الشاعر:
كل الحوادث مبدأها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت من قلب صاحبها ... كمبلغ السهم بين القوس والوتر
والعبد مادام ذا طرف يقلبه ... في أعين الغير موقوف على الخطر
يسر مُقلتَهُ ما ضرَّ مُهجتَهُ ... لا مرحباً بسرور عاد بالضرر (?)
2 - الخطرة: والخطرات شأنها أصعب؛ لأنها مبدأ الخير والشر، ومنها تولد الإرادات، والهمّ والعزائم، فمن راعى خطراته ملك زمام نفسه، وقهر هواه، ومن استهان بالخطرات قادته إلى الهلكات.
والخطرات المحمودة أقسام تدور على أربعة أصول:
* خطرات يستجلب بها العبد منافع دنياه.
* وخطرات يستدفع بها مضارّ دنياه.
* وخطرات يستجلب بها مصالح آخرته.
* وخطرات يستدفع بها مضارّ آخرته.