وخالف فيه قوم منهم الفراء (?) وقالوا: المقدر فعل أمر؛ لأن الله تعالى قدم التسمية حثا للعباد على فعل ذلك في القراءة وغيرها، فيكون التقدير ابتدئوا واقرأوا.

واحتج الطبري للأول بأثر عن ابن عباس فقال: مفهوم أنه أريد بذلك أقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، وكذلك قوله: بسم الله عند نهوضه للقيام، أو عند قعوده وسائر أفعاله تنبئ عن معنى مراده بقوله: بسم الله، وأنه أراد أقوم بسم الله، وأقعد بسم الله، وكذلك سائر الأفعال.

وهذا الذي قلناه في تأويل ذلك هو معنى قول ابن عباس الذي:

حدثنا به أبو كريب (?) قال: حدثنا عثمان بن سعيد (?)، حدثنا بشر بن عمارة (?)، حدثنا أبو روق (?)، عن الضحاك (?)، عن ابن عباس قال: " إن أول ما نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلّم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، يقول: اقرأ بذكر الله، وقم واقعد بذكر الله " (?) وما ذكره الطبري والفراء (?) أرجح.

وقد استأنس بعضهم لتقديره فعلا خاصا ماضيا مؤخرا بقوله صلى الله عليه وسلّم " باسمك ربي وضعت جنبي " (?) انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015