بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت رحمه الله تعالى: كنت إبان عصر الشباب مونق، وغصن الصبا مورق.

إذا لمتي مسودة ... ولماء وجهي رونق

ممن سامحه الدهر بغفلة من غفلاته، وتجافى له عن غفوة من غفواته، فعاش آمن السرب، سائغ الشرب، لا يتفرغ من أدب يرود رياضه، ويرد حياضه، إلا إلى طرب يعمر ميدانه، ويسحب ذيوله وأردانه. ثم تلون فقلب لي ظهر مجنه، وسقاني دردى دنه، فتدارك ما أغفله، واسترد ما بذله، واضطررت إلى مفارقة الوطن، والخروج عن العطن، فتماسكت إشفاقاً من مفارقة أول أرض مس جلدي ترابها، وشدت على التمائم بها. وجاءت أمور لا تطاق كبار، فلما لم يكن الفرار، قلت: ليس لي إلا أن أرمي بنفسي كل مرمى، وأطرحها كل مطرح.

لأبلغ عذراً أو أنال رغيبة ... ومبلغ نفسي عذرها مثل منجح

وسكنت إلى البيت المشهور:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015