قطوباً فما تلقاه إلاَّ كأنَّما ... زوى وجهه، أن لاكه فوه، حنظلُ

فحسبك إن صاحبتَ ذا من بليةٍ ... وجانبكَ البسَّامةُ المتهللُ

فقال أبوه يحيى بن سعيد يعاتبه

ومن خبرى أنَّي منيتُ بصاحبٍ ... يلومُ وإن لم أجنِ ذنباً ويعذلُ

إذا قلتُ قولاً عابهَ بجهالةِ ... وفي ما يقولُ العيبُ لو كانَ يعقلُ

تراهُ معدّاً للخلاف كأنَّه ... بردَّ على أهل الصَّوابِ وكلُ

يراقبُ منّى غفلةً كي ينالها ... كما لحلاةٍ نفَّضَ الريش أجدلُ

وهيهات منّي تلك حينَ يردُّني ... إليها من العمر الذي هو أرذلُ

فذاكَ عسى أو لا فلست بمضغةٍ ... لمنتشلٍ، والوقت لم يأنِ، تؤكلُ

أبي ليَ إقراراً على الخسف أنَّني ... منوع لما لم يمنعُ المتذَّلل

وإن خفتُ ضيماً في محلَّ تركتهُ ... إلى.. فيه عن الضَّيم مزحل

وإنَّك إذ ترجو لحاقي موائما ... برأيك رأياً بالمنى لمقلَّلُ

وما خطرة الحقَّ الضَّئيلِ وصولهُ ... إذا خطرت يوماً قساورُ بزَّلُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015