وممن قتل غيلة
من بني الحارث بم كعب، وكان خال أبي العباس أمير المؤمنين، وإنه ولاّه مكة والمدينة فلم يزل عليهما حتى مات، فأقره أبو جعفر على عمله، ثم كتب إليه أن يقتل أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، وكان شيخ بني أمية، فقتله.
فلما تغيب محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، كبت إليه أبو جعفر أن يوثق عبد الله بن الحسن حديداً، ويضيق عليهم فكان زيادٌ يرفه عن عبد الله ويحسن إليه في حبسه.
ثم إن أبا جعفر كتب إليه يأمره بقتله، فلم يفعل، فعزله وأغرمه ثمانين ألف دينار، وكرد أن يكشف قتله، لموضعه كان من أبي العباس. فلما أخرج أبو جعفر ابنه المهدي إلى الرىِّ. قال لزياد: سر مع ابن أخيك. فسار ثلاث مراحل.
وإن زياداً تغذى مع المهدي ثم انصرف إلى فسطاط، ثم أتى بقدحش فشربه ولم يعلم المهدي بذلك. فلما ترحل الناس قام المهدي على باب سرادقه فقال: ويلك يا غلام.