أبو جعفر الوفاء به، وأن داود بن علي ولي الحجاز وصحب مقدمته أبو حماد فأخذ أبو جماد رجلاً فقال له: أين تريد؟ قال: العراق. قال: ممن أنت؟ قال: من موالي بني هاشم. ففتشه فلم يجد معه كتاباً، فقدمه ليضرب عنقه، فقال: لا تعجل وفتق قباءً محشواً، فأخرج منه حريرة فيها كتاب من محمد بن عبد الله بن الحسن، جواب كتاب ابن هبيرة، كتب إليه: "لا تعجل بالخروج، وما طلهم حتى يستتب أمرنا؛ فقد ذكرت أن قبلك من فرسان العرب ثلاثين ألفاً. فدافع القوم بتأكيد الأمان".

فرفع الرجل والحريرة إلى داود، فقتل الرجل وبعث الحريرة إلى أبي العباس، فكتب أبو العباس إلى أبي جعفر بأمره بقتله، فراجعه أبو جعفر وأراد الوفاء له فكتب إليه: "إن أنت فعلت، وإلاَّ أمرتُ على عسكرك الحسنَ ابن قحطبة". وقد كان أبو جعفر أحرز الخزائن والأموال، وجعل ابن هبيرة يركب غباً إلى أبي جعفر في قواد أهل الشام، فلما همّ بذلك بعث خازم بن خزيمة النهلشي، والهيثم بن شعبة، والأغلب بن سالم، وكلٌّ من بني تميم، في جماعة أصحابهم، فدخلوا رحبة القصر وأرسلوا إلى أبى هبيرة: "إنا نريد أن ننظر إلى الخزائن ونحمل ما فيها" فأذن لهم فدخلوا وطافوا ساعة وجعلوا يخلفون عند باب جماعة من أصحابهم، ثم انصرفوا إليه فقالوا: أرسل معنا من يدلنا على المواضع التي فيها الخزائن وبيت الأموال، فقال: أول ليس قد ختمتم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015