فقتلوهم، فخرج إليهم بشر بن عتبة أخو بني ربيعة بن كعب، فقتلهم جميعاً. فقال الفرزدق:
لعمركَ ما ليثٌ بخفّانَ خادرٌ ... بأشجعَ من بشر بن عتبة مقدما
أباءَ شبيانَ النُّؤورَ وقد رأى ... بني فاتكٍ هابوا الوشيجَ المقوَّما
ومنهم:
وهو الذي قتل أبا بلال مرداس بن أدية بالأهواز.
فأقبل عباد من الجمعة، يريد منزله، حتى إذا كان في بني كليب خرج عليه أحد عشر رجلاً من السكة التي تنحر مسجدهم، فقام تسعة منهم في السكة ودنا منه رجلان فقالا: قف أيها الشيخ نكلمك. فوقف لهما فدنوا منه فقال أحدهما: إن هذا أخي قد ظلمني حقي وغصبني مالي فليس يدفعه إلي. فقال عباد: استعد عليه. فقال: إنه أوجه عند السلطان مني. فقال عباد: خذ حقك منه إن قدرت عليه. فقالا جميعاً: الله أكبر، قضيت على نفسك. ثم ابتدراه بسيفيهما، وخرج عليه التسعة الذين كانوا في السكة وأخذوا بلجامه فقتلوه وحكموا، وتنادى الناس، وبلغ الخبر بني مازن، فأقبل معبد أخوه، فلما انتهى إلى الخوارج وهم في السك وعليهم السلاح وعلى جميع من معه من بني مازن قال للشرطة: خلوا عنا ومن ثأرنا. وقال لأصحابه: انزلوا إليهم فاقتلوهم رجالة في مثل حالهم. فنزلوا فاقتتلوا، فقتلوا الخوارج إلا رجلا أفلت في الزحام. فقال الفرزدق: