فقلت: يا رسول الله، ما لقيت من أمتك من الأود واللدد؟! فقال: ادع عليه. فقلت: اللهم أبدلني بهم من هو خير لي منهم، وأبدلهم بي من هو شر مني! ودخل ابن التياح المؤذن على ذلك، فقال: الصلاة. فأخذت بيده، فمشى ابن التياح بين يدي وأنا خلفه.
(ورجع الحديث) . قال: فقال الأشعث لابن ملجم: فضحك الصبح! فانطلق ابن ملجم، وشبيب بن بجرة الأشجعي وخرج علي من منازلته وهو يقول أيها الناس الصلاة، أيها الناس الصلاة! فضربه ابن ملجم ضربة من جبهته إلى قرنه، وأصاب السيف الحائط فثلم فيه، ثم ألقى السيف وأقبل الناس وجعل يقول: أيها الناس، إياكم والسيف فإنه مسموم!! فذكروا أنه سمه شهراً.
فأدخل علي رضي الله عنه، وأدخل ابن ملجم عليه فقالت أم كلثوم بنت علي: أقتلت يا عدو الله أمير المؤمنين؟! قال: لم أقتل إلا أباك. فقالت والله إني لأرجو أن لا يكون علي أمير المؤمنين بائس. قال: فلما تبكين إذاً، والله لقد سمعته شهرا، فإن أخلفني فأبعده الله وأسحقه! ثم إن علياً رحمه الله قال: أطيبوا طعامه، وألينوا فراشه، فإن أعش فعفو أو قصاص، وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين.
وذكروا أن ابن ملجم خطب امرأة من الرباب، يقال لها"قطام" وكانت من أجمل الناس، وكانت خارجية، وكان علي قتل أهل بيتها بالنهروان، فقالت: لا أتزوجك إلا على ثلاثة آلاف، وقتل علي بن أبي طالب بعد ذلك تزوجها وبني بها، فلما فرغ منها قالت: يا هذا، إنك قد فرغت فاقرع! فخرج فضرب علياً.