كسرى يستزيره متشوقاً إليه، فأذن كسرى لعدي في زيارته، فلما بلغ النعمان خروج عدي إليه أجلس له قوماً فأخذوه قبل أن يصل إليه، فمضوا به إلى الصنين فحبسه هناك، فقال عدي بن زيد شعره كله أو أكثره في الحبس.
ثم إن أخاه كلم كسرى، فوجه رجلاً يخرجه من السجن. فلما أتاه الرجل بدأ بالسجن فدخله، ثم رجع إلى النعمان بكتاب كسرى في أمره، فوثب أعداؤه عليه حتى مات، وكتب إلى كسرى إنه مات قبل وصول كتاب الملك، وأوصى الرسول فستر أمر عدي، ووافق كتاب النعمان.
ومنهم:
بن جعفر بن كلاب. وسبب قتله أن النعمان بن المنذر كان يوجه في كل موسم بعير تحمل التجارات تباع له في الموسم، فكان بلعاء بن قيس يعرض لها، فكان يجيرها له بعض أشراف العرب الأعزاء، فحضر عروة الرحال النعمان، وقد جهز عيره وجلس في فنائه وعنده وفود العرب، وحضر البراض الكتاني وكان خليعاً فاتكاً، فقال النعمان: من يجير هذه العير؟ فقال البراض: أنا أجيرها. فقال له عروة: أنت تجيرها على أهل الشيح والقيصوم؟ إنما أنت كالكلب