ما كنت فاعلاً. فأمر بالغلام أن ينزع منهما جميعاً ويجعل في غلمانه، وقال لهزلة: أبغيه ولدا، ولا تنكحي أحداً، واجزيه صفدا. فقالت هزيلة: أما النكاح فإنما يكون بمهر، وأما السفاح فإنما يكون بلا مهر، ومالي فيهما من أمر! فلما سمع عمليق ذلك منهما أمر أن تباع وزوجها، فيعطي زوجها خمسها، وتعطي هزيلة عشر ثمن زوجها، ويسترقا. فأنشأت تقول:
أتينا أخا طسمٍ ليحكمَ بيننا ... فأنفذَ حكماً في هزيلة ظالما
لعمري لقد حكِّمتَ لا متورِّعا ... ولا كنتَ فيما تبرم الحكمَ عالما
ندمتُ ولم أندمْ وأبتُ بعبرتي ... وأصبح بعلي في الحكومة نادما
فلما سمع عمليق قولها أمر ألا تزوج بكر من جديس فتهدى إلى زوجها إلا يؤتى بها عمليق فيفترعها هو قبل زوجها. فلقوا من ذلك جهداً وذلا ولم يزل يفعل ذلك أربعين سنة فيهم، حتى زوجت الشموس عفيرة بنت عفار الجديسية، أخت الأسود الذي وقع إلى جبلي طيء وسكنوا الجبلين بعده، فلما أرادوا أن يهدوها إلى زوجها وانطلقوا بها إلى عمليق لينالها قبله، ومعها الوليدات يتغنين ويقلن:
أبدي بعمليقٍ وقومي فاركبي ... وبادري الصُّبح بأمرٍ معجبِ
فسوف تلقين الذي لم تطلبي ... وما لبكرٍ عنده من مهربِ
فلما دخلت عليه افترعها، وخلى سبيلها، فخرجت إلى قومها في دمائها، شاقة درعها عن قبلها ودبرها، وهي تقول: