فصل
حكى أن الضَّحاك كان إذا أراد أن يبرى قلماً توارى بحيث لا يراه أحد ويقول: الخط كله للقلم.
وكان الأنصاري إذا أراد أن يبري فعل ذلك، وإذا أراد أن يقوم من الديوان قطع رؤوس الأقلام.
وقالوا: تعليم البراية أكبر من تعليم الخط.
وقال ابن العفيف: فساد البراية من بلادة السكين.
وقال بعضهم: جودة البراية نصف الخط.
وقيل: كان بعضهم إذا اخذ الأنبوبة ليبريها تفرس فيها ذلك، وإذا أراد أن يقط توقف، ثم تحرى فتوقف، ثم يقط على تثبت. وروى بخط ابن مقلة: ملاك الخط حسن البراية. ومن أحسنها سهل عليه الخط، ومن وعى قلبه كثرة أجناس قط الأقلام كان مقتدراً على الخط، ولا يتعلم ذلك إلا عاقل.