من القوى المذكورة اعتبار بذاته، واعتبار بالإضافة إلى تاليه الكائن عنه. ونسبة الثواني كلها إلى الأول بحسب الشركة نسبة الإبداع. وأما على التفصيل فيخص العقل نسبة الإبداع، ثم إذا قام متوسطا بينه وبين الثوالث صار له نسبة الأمر واندرج فيه معه النفس، ثم كان بعده نسبة الخلق والأمور العنصرية، بما هي كائنة فاسدة، فنسبة التكوين والإبداع. والإبداع يختص بالعقل، والأمر يفيض منه إلى النفس، والخلق يختص بالموجودات الطبيعية، ويعم جميعها، والتكوين يختص بالكائنة الفاسدة منها.
وإذا كانت الموجودات بالقسمة الكلية، إما روحانية وإما جسمانية، فالنسبة الكلية إلى المبدأ الحق إليها انه الذي له الخلق والأمر فالأمر متعلق بكل ذي إدراك، والخلق بكل ذي تسخير.
وهذا هو غرضنا في هذا الفصل الأول.