وأول ما يبدع عنه عالم العقل الأول، وهو جملة تشتمل على عشر من الموجودات قائمة بلا مواد خالية عن القوة والاستعداد، عقول طاهرة، وصور باهرة، ليس في طباعها أن تتغير، أو تتكثر، أو تتحيز، كلها مشتاق إلى الحق الأول والاقتداء به، والإظهار لأمره، واقف من قربه والالتذاذ بالقرب العقلي منه سرمد الدهر على نسبة واحدة.
ثم العالم النفسي، وهو مشتمل على جملة كثيرة من ذوات معقولة ليست مفارقة لمادة المواد كل المفارقة، بل هي ملابستها نوعاً من الملابسة، وموادها مواد ثابتة سماوية، فلذلك هي أفضل الصور المادية، وهي مدبرات للأجرام الفلكية، وبواسطتها للعنصرية. ولها في طباعها نوع من التغير، ونوع من التكثُّر لا على الإطلاق، وكلها عشاق للعالم العقلي ولكل عدة مرتبطة في جملة منها ارتباط بواحد من العقول العشرة،