قال الجاحظ: الغباوة والغفلة في الطوال أكثر، والخبث والخداع في القصار أبين، واللطف في النحاف والقضاف أظهر، والغلظة والجفاء في السمان أكثر، وما سوى ذلك نادر.
قال صاحب لقط المنافع: قالوا: والطوال من الناس في الشبيبة أحسن، وفي الكبر أقبح، لسرعة الانحناء إليهم. والمعتدلون في الطول صالحوا الحال.
قال الجاحظ: أجمع الناس على أن ليس في الدنيا أثقل من أعمى، ولا أبغض من أعور، ولا أخف روحاً من أحول، ولا أقود من أجدب.
قال بعض الحكماء: لا تبتاعن مملوكا قوي الشهوة فإن له مولى غيرك، ولا قوي الرأي فيستعمل الحيلة عليك. لكن اطلب من العبيد من كان حسن الانقياد قوي الجسم شديد الحياء. واعلم أنه ما من شيء تنتفع به إلا وفيه مضرة، فإن الخادم الذكي الفطن الذي يريحك من كد الإفهام ويقنعه منك الإشارة في تبليغ الأغراض، لا تقدر أن تستر عنه شيئاً من أمرك فسرك معه شائع، وهو قادر لفطنته على الاحتيال عليك في كل ما تريد. وإن كان الخادم غبياً وقفت أمورك وانكسرت أغراضك ولا يفي كتمان سرك بوقوف أغراضك. فينبغي أن تستخدم الفطناء في الأمور الخارجة عن المنزل، وتستخدم البله في الأمور الداخلة. وكذلك الأصدقاء في معاملتهم والمعاملون.
في العلامات الدالة من جهة كيفية مزاج مطلق البدن وطبعه فعلامات بطوية مزاج بدنه كثرة الشحم، واعتدال اللحم، ولين الجسد، ورخاوة الجلد وضعف العصب واسترخاء المفاصل وعدم الشعر وكثرة النوم وعلامات يبس مزاجه، قضافة البدن، وصلابة الملمس، وقلة الشحم.