قبائله، ولم يثبت من جذت حبائله. أجعلت ويلك تبره في الرغام، بل الرغام لأنفك، والرغام لوجهك، لقد أخللت بنفسك وزلت قدمك، وأحللت بعقدك، وقد حل دمك، ولو صح اعتقادك، لصح انتقادك، ولو خاص باطنك، لأقصر باطلك، ولو اصطلحت، ما ظلمت، ولو اخترمت، ما وفي بما اجترمت.
سمع عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعض كاتبيه، وعير بنصرانية أبيه، فضرب لنفسه مثلاً يجل عنه، ويرتفع عن قدره، فقال له عمر: أو قد قلتها، والله لا تشرب البارد بعدها وأمر به فضربت عنقه.
فأما إذ أغفل ولاة الأمر تأديبك، وتأديب الكافة بك فأحلوا تأنيبك، وتأنيب السفهاء مثلك، فتب إلى الله توبة تهديك وتنجيك، وعلى أنك خلفٌ، من ذلك السلف، رأيك فيه رأي أهلك، وفرعك جارٍ على أصلك، إلا أن السيف قهرك، والدين قسرك، وأخذك حكم الدار، وخوف البدار، فأنت تشرق بريقك، وتغص برحيقك، ولابد للمصدور أن ينفث، وللمبهور أن يغوث:
ولابد للماء في مرجل ... على النار موقدة أن يفورا
كمل التقييد والحمد لله كثيراً.