يا لك من همَّةٍ ورأى ... لو أنه في عصاك سيرُ

ربَّ قليل أجدى كثيراً ... كم مطرٍ بدؤه مطيرُ

صبراً على الحادثات صبراً ... ما فعل الله فهو خيرُ

وتقول العرب: قد أقبل فلان و [لانت] عصاه، إذا أصابه السواف وهو ذهاب المال وموته فرجع وليس معه إلا العصا، فإنه لا يفارقها إن كان معه إبل أو لا. قال حميد بن ثور:

واليوم ينتزعُ العصا من ربِّها ... ويلوك ثنيَ لسانهِ المنطيقُ

قيل: كانت العرب تقاتل بالعصي، فلهذا قال الأعشى ميمون بت قيس ابن جندل:

لسنا نضارب بالعصي ... ي ولا نقاذف بالحجاره

إلا بكلِّ مهندٍ ... عضب من البيض الذِّكاره

قضم المضاربِ باترٍ ... يشفي النفوسَ من الحراره

وقال جندلٌ الطهوي:

حتَّى إذا دارت عصانا تجرى ... صاحت عصيُّ من قناً وسدرِ

تقول العرب: "العصا من العصية والأفعى من الحية". تريد أن الأمر الكبير يحدث من الصغير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015