يا لك من همَّةٍ ورأى ... لو أنه في عصاك سيرُ
ربَّ قليل أجدى كثيراً ... كم مطرٍ بدؤه مطيرُ
صبراً على الحادثات صبراً ... ما فعل الله فهو خيرُ
وتقول العرب: قد أقبل فلان و [لانت] عصاه، إذا أصابه السواف وهو ذهاب المال وموته فرجع وليس معه إلا العصا، فإنه لا يفارقها إن كان معه إبل أو لا. قال حميد بن ثور:
واليوم ينتزعُ العصا من ربِّها ... ويلوك ثنيَ لسانهِ المنطيقُ
قيل: كانت العرب تقاتل بالعصي، فلهذا قال الأعشى ميمون بت قيس ابن جندل:
لسنا نضارب بالعصي ... ي ولا نقاذف بالحجاره
إلا بكلِّ مهندٍ ... عضب من البيض الذِّكاره
قضم المضاربِ باترٍ ... يشفي النفوسَ من الحراره
وقال جندلٌ الطهوي:
حتَّى إذا دارت عصانا تجرى ... صاحت عصيُّ من قناً وسدرِ
تقول العرب: "العصا من العصية والأفعى من الحية". تريد أن الأمر الكبير يحدث من الصغير.