ثم ردني وعدت إلى الخدمة كما كنت. فأنا يوماً في المجلس أغني إذ قال لي بعض الفراشين: على الباب رجل يطلبك. فخرجت إليه فرأيت رجلاً عليه عمامة مطلسة كعمائم المغاربة، فسلم علي وقال: قد قصدتك لتتوصل لي في الحضور بمجلس الأمير فأنا رجل مغن. فدخلت وأعلمته به فقلت: يا مولاي، إن كان مجيداً سمعته واستخدمته، وإلا وهبته شيئاً وانصرف. فأذن له فدخل فسلم وجلس فشد عوده وغنى:

وخبّرها الروّاد أن ليس بينها ... وبين قرى نجران والدربِ كافرُ

فألقت عصاها واستقرَّت بها النوى ... كما قرَّ عيناَ بالإياب المسافر

فقال الأمير: لا إله إلا الله، هذا والله الصوت الذي رأيته في منامي وطلبته منك. فعجبت أنا ومن حضر لهذا الاتفاق.

(عصا الأعرج) . وقال المؤلف أطال الله بقاءه في أعرج بيتين على سبيل الرياضة ذكرهما وإن لم يكن فيها ذكر العصا:

عابوا هوى شادنٍ في رجله قصرٌ ... من سكر ألحاظه في مشيه ثملُ

وما هوى خوط بانٍ ماسَ من هيفٍ ... عيبٌ، وإنْ كان عيباً فهو محتمل

فصل

قال المؤلف أطال الله بقاءه: زرت المقدس في سنة اثنين وث [لاثين] وخمسمائة، وكان معي من أهله من يعرفني المواضع التي يصلي فيها ويتبرك [بها] ، فدخل بي إلى بيت جانب قبة الصخرة فيه قناديل وستور، فقال لي: هذا بيت السلسلة. فاستخبرته عن السلسلة فقال لي: هذا بيت كانت فيه على عهد بني إسرائيل سلسلة، إذا كان بين اثنين من بني إسرائيل محاكمة ووجبت اليمين على أحدهما دخلا هذا البيت، فوقفا تحت السلسلة، واستحلف المدعى عليه، ثم يمد يده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015