وقال راشد بن عبد الله:

وخبَّرها الرُّوَّادُ أنْ ليس بينها ... وبين قرى نجران والدَّربِ كافرُ

فألقت عصاها واستقرَّت بها النَّوى ... كما قرَّ عيناً بالإياب المسافرُ

وقال آخر:

فألقت عصا التَّسيار عنها وخيَّمتْ ... بأجباءِ عذبِ الماء بيضٍ محافره

الجبا: ما حول البئر، مفتوح الجيم مقصور، وجمعه أجباء ممدود. وقوله "بيض محافره" يريد أنه [لم] يحفر في أرض سوداء، ولا من دمن، بل هي أرض صلبة.

وقوله: "خيمت"، أي اتخذت [خيمة] فأقامت.

روي أن قتيبة بن مسلم لما تسنم منبر خراسان سقط القضيب من يده فتطير له صديقه، وتشاءم عدوه، فعرف ذلك قتيبة، فحمد الله تعالى عليه ثم قال: ليس كما سر العدو وساء الصديق، بل كما قال الشاعر:

فألقت عصاها واستقرَّ بها النَّوى ... كما قر عيناً بالإياب المسافرُ

قال المؤلف أطال الله بقاءه: قال جدى الأمير سديد الملك والمناقب أبو الحسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015