عبد العزيز في ولاية العراق. والأرجح أنه كان في الشهور الأولى من هذه الفترة حيث كان المألوف والمتبع أن يجتمع الناس للاحتفاء وبالوالي وتكريمه.
اكتسبت خطبة واصل هذه شهرة. وتاريخية، وليس من وأديب شادٍ إلا وهو يعرف هذه الشهرة. ولسنا تجد في الكتب المطبوعة نصاً كاملا محققا لخطبة واصل، إلا ما ورد محرفاً منقوصاً في كتاب مفتاح الأفكار، للشيخ أحمد مفتاح، وأدبيات اللغة العربية. والمؤرخون الذين ترجموا لواصل يذكرون في ثبت كتبه القليلة"كتاب خطبة واصل". وأقدم من ذكرها ابن النديم المتوفي سنة 358 في الفهرست، ذكرها في ثبت مرويات أبي الحسن على محمد المدائني، وبدهي أن المؤرخين لم يعنوا بكلمة"كتاب" تلك الصورة التي نعرفها من الضخامة، وإنما يعنون معناها اللغوي البحت، وهو المكتوب منها يكن مقداره. ولقد قام الأستاذ الكبير"أحمد زكى صفوت" الأستاذ بكلية دار العلوم، بعمل تأليفي ضخم، وضمَّ به أشتات خطب العرب، ووقع تحت يده الكثير من أمهات كتب الأدب المخطوط منها والمطبوع، فظفر بنصوص نادرة لخطب المشارقة والمغاربة، ووقع تحت عينه كثير مما غاب عن أبصار غيره، ولكنه لم يظفر حفظه الله بنص هذه الخطبة إلا في كتاب مفتاح الأفكار. وعند ما قمت بتحقيق كتاب البيان والتبيين حاولت أن أعثر على هذا النص مخطوطاً، فلم أجد إلا خبراً في "مخطوطات الموصل" للدكتور داود جلبي، إذ ورد في ص208 أن نسخة من هذه محفوظة في مكتبة مدرسة النبي شيث