-
عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الْأَشْرِبَة من خمس من الْحِنْطَة وَالشعِير وَالتَّمْر وَالزَّبِيب وَالْعَسَل فَمَا خمر فَهُوَ خمر)
قَالَ أَبُو عبد الله رَحمَه الله قَوْله (الْأَشْرِبَة من خمس) أَي هَذِه أَشْيَاء ينْبذ عَلَيْهَا المَاء فيستخرج بِالْمَاءِ مَا فِيهِنَّ من الْقُوَّة
قَوْله فَمَا (خمر فَهُوَ خمر) يَعْنِي إِذا تركته نيا على هَيئته الَّتِي خرج فَلم تَأْخُذ قوته بالنَّار فَشَربته خالطت الْقُوَّة الَّتِي فِيهَا قُوَّة الْعَدو الَّتِي أعطي فَإِنَّهُ مُوكل بِمَا أعطي من هَذِه الْأَشْرِبَة فَإِذا تركتهَا بقوتها جَاءَ الْعَدو بِمَا بِيَدِهِ فخلطه بهَا ثمَّ وجد السَّبِيل إِلَى الْمعدة بِنَصِيبِهِ فَإِذا دخل الْجوف خمر الْقلب أَي غطاه وَحَال بَين الْقلب وَالْعقل لِأَن الْعقل فِي الرَّأْس وشعاعه فِي الصَّدْر وَالتَّدْبِير لِلْعَقْلِ مَعَ الْقلب