الجسور ويهيأ القناطر فَعندهَا يستبين الصِّرَاط وَهُوَ الطَّرِيق لأَهله فالخلق كلهم على شَفير جَهَنَّم وقُوف هائبون لَهَا فوجل الْعباد يَجْعَل لَهُم السَّبِيل ليقطعوها لِأَن الخشية ثَوَابهَا الْمَغْفِرَة قَالَ تَعَالَى {إِن الَّذين يَخْشونَ رَبهم بِالْغَيْبِ لَهُم مغْفرَة}

وَالْمَغْفِرَة نورها سَاطِع وَهُوَ نور الرأفة فَإِذا جَاءَت الرأفة وَجل العَبْد قلبا وَذَهَبت الْحيرَة وتشجعت النَّفس فمضت

وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قد هوى فِي النَّار فَجَاءَتْهُ دُمُوعه الَّتِي بَكَى من خشيَة الله فِي الدُّنْيَا فاستخرجته من النَّار

قَالَ أَبُو عبد الله هَذَا عبد اسْتوْجبَ النَّار بِعَمَلِهِ فَأَدْرَكته رَحْمَة الله ببكائه من الخشية فأنقذته لِأَن دمعة الخشية تُطْفِئ بحورا من النيرَان

وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قَائِما على الصِّرَاط يرعد كَمَا ترْعد السعفة فَجَاءَهُ حسن ظَنّه بِاللَّه فسكن رعدته وَمضى

قَالَ أَبُو عبد الله رَحمَه الله حسن الظَّن من الْمعرفَة بِاللَّه وَعظم رَجَاء العَبْد وأمله لرَبه من الْمعرفَة فَلم يضيع الله معرفَة العَبْد لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي من عَلَيْهِ بهَا فَلم يرتجع فِي مِنْهُ ووفى لَهُ بِأَن أعطَاهُ حسن الظَّن فِي الدُّنْيَا من تِلْكَ الْمعرفَة الْمَمْنُون بهَا عَلَيْهِ ثمَّ حقق ظَنّه فِي ذَلِك الْموقف أَي كَمَا عَرفتنِي ثمَّ ظَنَنْت من معرفتك أَنِّي أنجيك فلك النجَاة والأمان فسكن رعدته

وَرَأَيْت رجلا من أمتِي يرجع أَحْيَانًا ويحبو أَحْيَانًا وَيتَعَلَّق أَحْيَانًا فَجَاءَتْهُ صلَاته عَليّ فَأَخَذته فأقامته وَمضى على الصِّرَاط

قَالَ أَبُو عبد الله رَحمَه الله الصَّلَاة على الرَّسُول من العَبْد بنوة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015