عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ قَالَ ربكُم تبَارك وَتَعَالَى لن أجمع على عَبدِي خوفين وَلنْ أجمع أمنين من أخفته فِي الدُّنْيَا أمنته فِي الْآخِرَة
فَمن قاسى خَوفه فِي الدُّنْيَا أوجب لَهُ الْأَمْن يَوْم الْقِيَامَة فَإِذا جَاءَهُ الهول عِنْد تطاير الصُّحُف جَاءَهُ ذَلِك الْخَوْف فنفعه بِأَن جعل صَحِيفَته فِي يَمِينه حَتَّى يَأْمَن
وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قد خف مِيزَانه فَجَاءَتْهُ إفراطه فثقلوا مِيزَانه
قَالَ أَبُو عبد الله فالأفراط أَوْلَاده الْأَطْفَال الَّذين لم يبلغُوا الْحلم فَإِنَّمَا ثقل مِيزَانه لأَنهم أَطْفَال موحد قدمُوا على رَبهم بِلَا شرك وَلَا ذَنْب فدبر الله خلقهمْ من صلب موحد فبهم صَار من أهل رَحْمَة الله وَإِنَّمَا يثقل الموازين بِالرَّحْمَةِ
وَقَالَ فِي حَدِيث آخر من مَاتَ لَهُ ثَلَاثَة أَوْلَاد لم يبلغُوا الْحلم أدخلهُ الله الْجنَّة بِفضل رَحمته إيَّاهُم
والموازين تثقل بِالْحَسَنَاتِ وَمن أحسن الْحَسَنَات ذُرِّيَّة يُخرجهَا الله من صلب موحد ثمَّ يقبضهم لم يتدنسوا بِمَعْصِيَة
وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قَائِما على شَفير جَهَنَّم فَجَاءَهُ وجله من الله فاستنقذه من ذَلِك وَمضى
قَالَ أَبُو عبد الله الوجل هُوَ فِي وَقت انكشاف الغطاء لقلب الْمُؤمن وَهُوَ خشيَة العَبْد وَإِن جَهَنَّم حائلة بَين الْعباد وَبَين الْجنَّة حَتَّى يضْرب