هم على صلَاتهم دائمون) وعدهم عَلَيْهَا الْكَرَامَة فِي الْجنَّة فَقَالَ تَعَالَى {أُولَئِكَ فِي جنَّات مكرمون}
وَقَالَ {قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ الَّذين هم فِي صلَاتهم خاشعون} فَوَعَدَهُمْ على ذَلِك الْفَلاح
والفلاح اسْم يَنْتَظِم الْكَرَامَة والترقي فِي الدَّرَجَات وَالْأَخْذ من الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب والأثرة فِي ذَات الله والمحافظة على الْوَقْت والمداومة على اسْتِعْمَال الْأَركان بحدودها فِي الصَّلَاة وَهُوَ أَن لَا يلْتَفت فِي وَقت الانتصاب وَلَا يتمايل ويسكن أَطْرَافه وَلَا يسْتَعْمل مِنْهَا شَيْئا إِلَّا لضَرُورَة وَعلة مثل الترواح على إِحْدَى الْقَدَمَيْنِ وَمثل حل شَيْء من جسده لذباب يُؤْذِي أَو بعوضة تشغله عَن الصَّلَاة فَتلك ضَرُورَة أَو بزاق أَو مخاط فَهَذِهِ كلهَا علل يعْذر فِيهَا وَإِذا ركع سوى ظَهره لركوعه فَيكون مقدمه كمؤخره وَإِذا سجد خوى وجخى التخوية إِعْطَاء كل مفصل وعضو حَظه من الانتكاس للسُّجُود والتجخية توقيا للانبساط ليَكُون كَهَيئَةِ الساجدين لَا كَهَيئَةِ المنبطحين على الأَرْض ببطونهم وصدورهم فَإِن تِلْكَ ضجعة أهل النَّار على وُجُوههم فَإِذا جخى توقى تِلْكَ الْهَيْئَة وَإِذا خوى أَرَادَ تركيب السُّجُود بَعْضًا على بعض وَإِنَّمَا سمي سجودا لتركيب الْأَعْضَاء بَعْضهَا على بعض وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع لم ينحط حَتَّى يفصل الرُّكُوع من السُّجُود بِقِيَام كل عُضْو مِنْهُ إِلَى مَكَانَهُ وَإِذا سجد فَرفع رَأسه لم يعد إِلَى السَّجْدَة الْأُخْرَى حَتَّى يعود قَاعِدا كَمَا كَانَ وَيرجع كل عُضْو مِنْهُ إِلَى مَكَانَهُ فَذَاك إتْمَام الرُّكُوع وَالسُّجُود وَإِذا قعد جثا على رُكْبَتَيْهِ