مِمَّا كَانَت تصيب من الْأزْوَاج فارتحلت بِمَال عَظِيم من أَصْنَاف المَال وَأَقْبل مَعَه الشَّيْخ حَتَّى إِذا شارفا منزل لُقْمَان قَالَ الشَّيْخ لِابْنِ لُقْمَان أَي صَاحب وجدتني فِي سفرك قَالَ خير صَاحب كف الله بك ورزق قَالَ أفما لي فِيمَا أصبت نصيب قَالَ بلَى نصفه لَك طيبَة لَك بِهِ نَفسِي قَالَ فإمَّا أَن تقسم وتخيرني وَإِمَّا أَن أقسم وأخيرك قَالَ ابْن لُقْمَان لَا بل اقْسمْ وخيرني فَعرف الشَّيْخ هوى ابْن لُقْمَان فِي الْمَرْأَة فَعمد إِلَيْهَا وَإِلَى شَيْء يسير من مَالهَا فَعَزله وَعمد إِلَى عَظِيم المَال فَتَركه

ثمَّ قَالَ لِابْنِ لُقْمَان اختر قَالَ ابْن لُقْمَان أما إِنَّك عدلت وأنصفت حِين خيرت فَإِن كنت فعلت مَا فعلت أخْتَار الْمَرْأَة وَمَا مَعهَا فارتحل ابْن لُقْمَان بِالْمَرْأَةِ وَمَا مَعهَا وَقَامَ الشَّيْخ فِي عَظِيم المَال

فَلَمَّا سَار ابْن لُقْمَان وَكَاد أَن يتغيب عَن الشَّيْخ أدْركهُ فَقَالَ أَعْطَيْتنِي مَالك فَبِمَ ذَاك لَعَلَّك تخوفت مني شَيْئا قَالَ ابْن لُقْمَان وَمَا عَسَيْت أَن أَتَخَوَّف مِنْك وَلَكِن لَا يذكر صَاحب من صَاحب أفضل مِمَّا أذكر مِنْك وَسَأَلتنِي قَالَ أتعطيني ذَاك طيبَة بِهِ نَفسك قَالَ نعم قَالَ فَاذْهَبْ فلك أهلك وَمَالك بَارك الله فِيك لست من الْبشر أَنا أَمَانَة أَبِيك الَّذِي كَانَ يأتمن بهَا النَّاس بَعَثَنِي الله لأصحبك فِي طريقك ثمَّ أردك إِلَى أَبِيك صَالحا فاطمئن فِي مَالك مُبَارَكًا لَك فِيهِ فَصَاحب الْأَمَانَة المحافظ عَلَيْهَا فِي أَمَان الله حَيْثُ مَا انْقَلب

وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أول مَا يرفع من النَّاس الْأَمَانَة)

فالأمانة من الْإِيمَان بِمَنْزِلَة الْقلب من الْجَسَد فَإِذا مَال الْقلب إِلَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015