كَذَا وَكَذَا أُرِيد أَن آتيه فأقبض حَقنا قبله قَالَ فَهَل لَك فِي صَحَابَتِي قَالَ أحب صَاحب
فَانْطَلق مَعَه حَتَّى إِذا قدما السَّاحِل سَأَلَا عَن غريمهما فَقَالَ أهل الْبَلَد ذَاك لص ملط فَاجر وَكَانَ قد عمد إِلَى قصر فبناه على سَاحل الْبَحْر يمد الْبَحْر حِين يمد فَلَا يتْرك حول الْقصر شَيْئا إِلَّا احتمله لَا يخلص إِلَى الْقصر وَلَا إِلَى من فِيهِ فَأَتَاهُ ابْن لُقْمَان وَقَالَ لَهُ حَقنا عَلَيْك فَقَالَ مرْحَبًا بَيْتا اللَّيْلَة ثمَّ اغدوا على مالكما فَقَالَ ابْن لُقْمَان فِي نَفسه هَذَا الَّذِي مَنَعَنِي عَنهُ أبي مَا أُرِيد أَن أَبيت اللَّيْلَة قَالَ الشَّيْخ مَا تعرض عَلَيْهِ قَالَ أعرض عَلَيْكُمَا أَن تبيتا اللَّيْلَة ثمَّ تغدوا على مالكما قَالَ افْعَل يَا بني قَالَ مَا أُرِيد ذَاك قَالَ أَقْسَمت عَلَيْك لتفعلن قد أنسأته أطول من لَيْلَة فَلَا تنسئه لَيْلَة فَوَافَقَ ابْن لُقْمَان هَوَاهُ وَذكر الَّذِي عوفي من الشَّجَرَة وَالْمَرْأَة فباتا
فَلَمَّا فرغ من عشائهما عمد إِلَى وطاء تَحت الْقصر ففرش لَهما على سريرين وَقد علم أَن المَاء إِذا جَاءَ احتملهما وَعمد إِلَى ابْن لَهُ فأضجعه على سَرِير فَوْقهمَا فِي مَكَان قد علم أَن المَاء لَا يبلغهُ فرقد ابْن لُقْمَان وأبى الشَّيْخ أَن ينَام
فَلَمَّا كَانَ فِي جَوف اللَّيْل أقبل الْبَحْر فَلَمَّا رَآهُ الشَّيْخ أيقظ ابْن لُقْمَان فاحتملا سريرهما فجعلاه مَكَان سَرِير الْغُلَام وحملا سَرِير الْغُلَام وَهُوَ نَائِم فوضعاه مَوضِع سريرهما وَأَقْبل الْبَحْر فَاحْتمل الْغُلَام بسريره فَذهب بِهِ وَلم يخلص إِلَيْهِمَا
فَلَمَّا أصبحا اطلع صَاحب الْقصر ينظر مَا فعل غريماه فَإِذا هما نائمان وَإِذا ابْنه قد ذهب فناداهما فَقَالَ مكرت بكما وحاق بِي الْمَكْر فاغدوا على مالكما فَغَدوْا على مَالهمَا فانتقداه ثمَّ انصرفا إِلَى الْمَرْأَة فَأمرهَا ابْن لُقْمَان بالرحيل فارتحلت فَإِذا أَكثر مَال قَومهَا لَهَا