فِي وَجه النَّفس والشاكر من الصديقين يطعم ويفتتح طَعَامه بِبسْم الله الَّذِي يمْلَأ تَسْمِيَته مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض ويطفئ حرارة شَهْوَته وَيرى لطف الله تَعَالَى فِي ذَلِك الطَّعَام ورأفته بِهِ فِي سياقته إِلَيْهِ ويحمد الله تَعَالَى على مَا يرى من صَنْعَة الله تَعَالَى فِي ذَلِك الطَّعَام حمدا لَا يَنْتَهِي فقد بَان تفَاوت مَا بَين هذَيْن الْحَالين
وَعند معَاذ بن جبل رَضِي الله عَنهُ قَالَ أَبْطَأَ عَنَّا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِصَلَاة الْفجْر حَتَّى كَادَت الشَّمْس تدركنا ثمَّ خرج فصلى بِنَا فَخفف فِي صلَاته ثمَّ انْصَرف فَأقبل علينا بِوَجْهِهِ فَقَالَ على مَكَانكُمْ أخْبركُم بإبطائي عَنْكُم الْيَوْم فِي هَذِه الصَّلَاة إِنِّي صليت فِي لَيْلَتي هَذِه مَا شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ ملكتني عَيْني فَرَأَيْت رَبِّي فِي أحسن صُورَة وأجملها فَقَالَ يَا مُحَمَّد قلت لبيْك يَا رب قَالَ فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى قلت لَا أَدْرِي يَا رب ثمَّ قَالَ يَا مُحَمَّد قلت لبيْك يَا رب قَالَ فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى قلت لَا أَدْرِي يَا رب قَالَ فَوضع كَفه بَين كَتِفي فَوجدت برد أنامله بَين ثديي فَعلمت من كل شَيْء وبصرته ثمَّ قَالَ يَا مُحَمَّد قلت لبيْك يَا رب قَالَ فيمَ يخْتَصم الْمَلأ الْأَعْلَى قلت فِي الْكَفَّارَات قَالَ وَمَا هن قلت فِي الْمَشْي على الْأَقْدَام إِلَى الْجَمَاعَات وَفِي إسباغ الْوضُوء فِي السبرات وَفِي الْقعُود فِي الْمَسَاجِد بعد الصَّلَوَات قَالَ ثمَّ فيمَ قَالَ قلت وَفِي إطْعَام الطَّعَام ولين الْكَلَام وَالصَّلَاة بِاللَّيْلِ وَالنَّاس نيام قَالَ سل قلت اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك حب الْحَسَنَات وَترك الْمُنْكَرَات وَحب الْمَسَاكِين وَأَن تغْفر لي وترحمني وَإِذا أردْت فتْنَة فِي خلقك فنجني إِلَيْك مِنْهَا غير مفتون اللَّهُمَّ وَأَسْأَلك حبك وَحب من يحبك وَحب عمل يقرب إِلَى حبك ثمَّ أقبل علينا فَقَالَ تُعَلِّمُوهُنَّ وادرسوهن فَإِنَّهُنَّ حق