-
عَن معَاذ رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لَو خِفْتُمْ الله تَعَالَى حق خيفتة لعلمتم الْعلم الَّذِي لَا جهل مَعَه وَلَو عَرَفْتُمْ الله تَعَالَى حق مَعْرفَته لزالت بدعائكم الْجبَال)
حَقِيقَة الْخَوْف لمن وصل قلبه إِلَى فردانيته فَامْتَلَأَ من عَظمَة الفردية باهت فِي جَلَاله فأينما وَقع بَصَره على شَيْء وأينما دارت فكره واطلعت نَفسه تِلْكَ الْمطَالع علم الْعلم الصافي الَّذِي لَا يمازجه شُبْهَة وَلَا جهل بِمَنْزِلَة الشَّمْس إِذا أشرقت على أهل الدُّنْيَا بضوئه يُرِيك الْأَشْيَاء كلهَا حَتَّى لَا يخفى عَلَيْك مِنْهُ شَيْء لعُمُوم إشراقه على الْأَشْيَاء كلهَا فَكَذَا شَأْن الْقلب إِذا كمل علمه وأشرق نور الله تَعَالَى فِي صَدره فَذَلِك الضَّوْء يُرِيك أَمر الملكوت وَأُمُور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَإِنَّمَا ينَال هَذَا الْعلم بِنور الْخَوْف وَنور الْخَوْف مَا أشرق فِي صَدره من نور العظمة الفردية فخافه حق خيفته وَعلم الْعلم الَّذِي لَا جهل مَعَه