قُلُوبهم بنوره سَلام الله عَلَيْهِم وَالَّذين لَا تملكهم نُفُوسهم بل أوفرهم حظا فَلم يكن تَأْخُذهُ محمدة الْخلق فتملكه فَلذَلِك أمكنه أَن يَقُول لَو علمت أَنَّك تستمع لقراءتي لحبرته تحبيرا يَبْتَغِي بذلك سرُور رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (المخلص من لَا يحب أَن يحمده النَّاس فِي شَيْء من عمله)
وأحق من ينْفق عَلَيْهِ صَوته الْمَمْنُون عَلَيْهِ بذلك هُوَ الرَّسُول عَلَيْهِ السَّلَام لِأَن الصَّوْت الْحسن حلية الْقُرْآن
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لكل شَيْء حلية وزينة وَحلية الْقُرْآن الصَّوْت الْحسن
وَالدَّلِيل أَن أَبَا مُوسَى رَضِي الله عَنهُ كَانَ من الْأَوْلِيَاء أَنه نزل قَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا من يرْتَد مِنْكُم عَن دينه فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام (نعم قوم هَذَا) وَأَشَارَ إِلَى أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ فَمَا لَبِثُوا إِلَّا يَسِيرا حَتَّى قدمت سفائن الْأَشْعَرِيين وقبائل الْيَمين من طَرِيق الْبَحْر وَكَانَ لَهُم بلَاء فِي الْإِسْلَام فِي زمن