- الأَصْل الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ وَالْمِائَة

-

فِي ذكر جملَة من مَكَارِم الْأَخْلَاق

عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا محق الاسلام محق الْبُخْل شَيْء قطّ وَمن كف غَضَبه كف الله عَنهُ عَذَابه وَمن حفظ لِسَانه ستر الله عَوْرَته وَمن اعتذر إِلَى الله فِي الدُّنْيَا قبل الله تَعَالَى معذرته

بني أس الْإِسْلَام على السماحة والجود لِأَنَّهُ هُوَ تَسْلِيم النَّفس وَالْمَال لحقوق الله تَعَالَى فَإِذا جَاءَ الْبُخْل فقد ذهب بذل المَال وَمن بخل بِالْمَالِ كَانَ بِالنَّفسِ أبخل وَمن جاد بِالنَّفسِ كَانَ بِالْمَالِ أَجود فالبخل يمحق الْإِسْلَام ويبطله ويدرس الْإِيمَان وَفِيه سوء الظَّن بِاللَّه تَعَالَى وَمنع حُقُوقه والاعتماد على المَال دون الله تَعَالَى

وَقَوله من حفظ لِسَانه ستر الله عَوْرَته إِنَّمَا يحفظ عَن أَعْرَاض الْمُسلمين كَيْلا يهتك استارهم فعاجل الله تَعَالَى ثَوَابه بِأَن ستر عَوْرَته

وَقَوله من كف غَضَبه كف الله عَنهُ عَذَابه فعذابه النَّار وحشوها غَضَبه وَإِنَّمَا تلظت وتسعرت بغضب الله تَعَالَى فَإِذا كف غَضَبه فقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015