فيوكل بِهِ الْحق تبَارك وَتَعَالَى حَتَّى يسير بِهِ إِلَى منَازِل الْقرْبَة فَلَمَّا سَار فِي الْقرْبَة زيد مركبا من النُّور ليسير بِهِ إِلَى مَحَله من الْقرْبَة فَكل نور يُزَاد يَمُوت من طبعه بِقدر ذَاك لِأَنَّهُ يُزَاد بِكُل نور قربَة وتخطي إِلَى مَحَله فَيَزْدَاد بِاللَّه تَعَالَى علما مِنْهُ وخشية فَالْحق تبَارك وَتَعَالَى يربيه بِهَذِهِ الْأَنْوَار حَتَّى إِذا انْتَهَت التربية وَتغَير الطَّبْع عَن النفسية إِلَى خلق الْإِيمَان جذب جذبة إِلَى مَحل الْقرْبَة وانكشف لَهُ الغطاء عَن جلال الله تَعَالَى وعظمته فانتهبت فِيهِ وَإِذا الْهوى قد طاوعته وَالنَّفس قد مَاتَت فحيى قلبه بِاللَّه تَعَالَى فَهُوَ الصدْق فَهَذَا وَإِن كَانَ صديقا فَلم يخل من ذَنْب كَانَ فِي سَابق علم الله تَعَالَى وَجرى بذلك الْقَلَم فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ فَهُوَ يعمله لَا محَالة لكنه فِي ستر عِنْد الْأَحْيَاء وَفِي ستر عِنْد الْأَمْوَات وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعلَى وَأعلم وَأحكم