وَقَوله فِي الحَدِيث الآخر ارزقني طيبا واستعملني صَالحا سَأَلَهُ عَيْش أهل الْجنان رزقهم طيب وأفعالهم صَالِحَة كلهَا لَيْسَ فِيهَا فَسَاد فَإِن الْعباد على ضَرْبَيْنِ مِنْهُم من وضع بَين يَدَيْهِ فَقيل لَهُ اعْمَلْ هَذَا ودع هَذَا وَأَقْبل على هَذَا وجانب هَذَا بَين لَهُ الشَّرِيعَة ثمَّ قيل لَهُ سر فِيهَا مُسْتَقِيمًا وَخذ الْحق واجتنب الْبَاطِل وَكَثِيرًا مَا يَقع فِي التَّخْلِيط والأغاليط ويشوبه مَا لَيْسَ مِنْهُ وَمِنْهُم من جازوا هَذِه الخطة وعافوا لمنتهى ونسوه طهرت قُلُوبهم وأركانهم فاستعملهم رَبهم فِي الشَّرِيعَة لمحابه وَبِمَا قد علم أَن صَلَاحهمْ فِي ذَلِك فَسَأَلَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الِاسْتِعْمَال صَالحا