وَقَوله والتقى كرم فالكرم مَا انْقَادَ وذل وَلذَلِك سمى شَجَرَة الْعِنَب كرما لِأَنَّهُ حَيْثُ مَا مددتها امتدت وذلت لَك

قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تَقولُوا للعنب كرما إِنَّمَا الْكَرم قلب الْمُؤمن

فَإِذا ولج النُّور الْقلب رطب ولان وبرطوبته وَلينه ترطب النَّفس وتلين وَتذهب كزازتها ويبسها وطفئت حرارة الشَّهَوَات بِالنورِ الْوَارِد على الْقلب لِأَنَّهُ من الرَّحْمَة وَالرَّحْمَة بَارِدَة فانقاد الْقلب فاتقى

وَقَوله وَخير المراكب الصَّبْر فالصبر ثبات العَبْد بَين يَدي ربه فِي مقَامه لأموره وَأَحْكَامه خف أَو ثقل أحب أَو كره يسرا وعسرا فَهُوَ خير مركب ركب بِهِ إِلَى الله تَعَالَى وَهُوَ مركب الْوَفَاء بالعهد فَإِن الله تَعَالَى خلق الدُّنْيَا ممرا لعبيده إِلَى دَار السَّلَام فالقوم المختارون يَأْخُذُونَ الزَّاد ويمرون وَمن الْوَفَاء أَن لَا يلْتَفت إِلَى شَيْء سوى الزَّاد قَالَ الله تَعَالَى أَوْفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون أَي فارهبوا من نفوسكم إِلَيّ والهرب والرهب بِمَعْنى وَاحِد

وَقَوله انْتِظَار الْفرج من الله عبَادَة لِأَن فِي انْتِظَار الْفرج قطع العلائق والأسباب إِلَى الله تَعَالَى وَتعلق الْقلب بِهِ وشخوص الأمل إِلَيْهِ والتبري من الْحول وَالْقُوَّة فَهَذَا خَالص الْإِيمَان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015