-
عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا جعل غناهُ فِي نَفسه وتقاه فِي قلبه
الْحَاجة فِي النَّفس لِأَنَّهَا مَعْدن الشَّهَوَات وشهواتها لَا تَنْقَطِع فَهِيَ أبدا فقيرة لتراكم الشَّهَوَات عَلَيْهَا واقتضائها وَخَوف فَوتهَا قد برح بهَا وضيق عَلَيْهَا فَهِيَ مغبونة وخلصت فتنتها إِلَى الْقلب فَصَارَ مفتونا فأصمته عَن الله تَعَالَى وأعمته فَإِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا قذف فِي قلبه النُّور فامتزق الْحجاب وانحسر النُّور الْأَصْلِيّ وأشرق هَذَا النُّور الْوَارِد فِي الْقلب والصدر فَذَاك تقواه بِهِ يَتَّقِي مساخط الله تَعَالَى وَبِه يحفظ حُدُوده وَبِه يُؤَدِّي فَرَائِضه وَبِه يخشي الله تَعَالَى وَيصير ذَلِك النُّور وقايته يَوْم الْجَوَاز على الصِّرَاط فِيهِ يَتَّقِي النَّار حَتَّى يجوزها إِلَى دَار الله تَعَالَى فَهَذَا تقواه فِي قلبه وَأما غناهُ فِي نَفسه فَإِنَّهُ إِذا أشرق الصَّدْر بذلك النُّور تأدى إِلَى النَّفس فأضاء وَوجدت النَّفس لَهَا حلاوة وروحا وَلَذَّة تلهيه عَن لذات الدُّنْيَا وشهواتها وَتذهب مخاوفها