الله يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة خفافا يضع الذّكر عَنْهُم أثقالهم
فالمهتر هُوَ الَّذِي خرف فَذهب عقله فَإِذا تكلم هتر فِي كَلَامه كَأَنَّهُ يهذي والمفرد قد فَرد قلبه للْوَاحِد فِي وحدانيته وَجَاز من الْجلَال وَالْجمال إِلَى وحدانيته قد خمد نور عقله لنُور وَجهه الْكَرِيم فَصَارَ كالواله فِي ذكره كَالَّذي يهذي لِأَن من شَأْن الْعقل أَن يُقيم بك على الْحُدُود والأشياء الْمقدرَة الْمَعْلُومَة فَإِذا خمد الْعقل فقد ذهب عمله فَهُوَ الَّذِي اهتر فِي ذكر الله تَعَالَى فالمقتصدون يتعبدون بِذكرِهِ ويفرحون بفضله عَلَيْهِم وَالصِّدِّيقُونَ بِهِ يتنعمون بِهِ ويفرحون فَإِذا أدخلُوا الْجنَّة فهمة الْمُقْتَصِدِينَ الْوُصُول إِلَى ثَوَابه من المساكن والحور فِي الحجال وهمة الصديقين وقصدهم قربهم إِلَى رَبهم
يروي أَن الْمَلَائِكَة يأْتونَ الْمُؤمنِينَ يَوْم الْقِيَامَة فَيَقُولُونَ يَا أَوْلِيَاء الله انْطَلقُوا فَيَقُولُونَ إِلَى أَيْن فَيَقُولُونَ إِلَى الْجنَّة فَيَقُولُونَ إِنَّكُم لتذهبون بِنَا إِلَى غير بغيتنا فَيُقَال لَهُم مَا بغيتكم فَيَقُولُونَ المقعد الصدْق مَعَ الحبيب
وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله تَعَالَى إِن الْمُتَّقِينَ فِي جنَّات ونهر فِي مقْعد صدق عِنْد مليك مقتدر أَن أهل الْجنَّة يدْخلُونَ على الْجَبَّار كل يَوْم مرَّتَيْنِ فَيقْرَأ عَلَيْهِم الْقُرْآن وَقد جلس كل امرىء مِنْهُم مَجْلِسه على مَنَابِر الدّرّ والياقوت والزمرد وَالذَّهَب وَالْفِضَّة بِالْأَعْمَالِ فَلَا تقر أَعينهم قطّ كَمَا تقر بذلك وَلم يسمعوا شَيْئا أعظم مِنْهُ