طُوبَى لَك يَا لُقْمَان أُوتيت الْحِكْمَة وصرفت عَنْك البلية وأوتي دَاوُد الْخلَافَة وابتلي بالرزية والفتنة فَكَانَ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام يحكم بَين خلقه قَالَ الله تَعَالَى وشددنا ملكه وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَة وَفصل الْخطاب

وسخرت لَهُ الْجبَال ليسبحن مَعَه بالْعَشي وَالْإِشْرَاق وَالطير كي يزْدَاد قُوَّة على إسعاد الْجبَال وَالطير لَهُ بذلك فَلَا يفتر فَتْرَة الْآدَمِيّين فَإِن فِي الإسعاد قُوَّة قَالَ الله تَعَالَى {يَا جبال أوبي مَعَه وَالطير} ثمَّ قَالَ تَعَالَى {وألنا لَهُ الْحَدِيد} فَجعل الْحَدِيد فِي يَده كالعجين يعْمل الدروع فَجعل قوته ومطعمه مِنْهَا ليَكُون من كديده

وَرُوِيَ فِي الْخَبَر أَنه كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يرْتَفع لَهُ كل يَوْم درع فيبيعه بِسِتَّة آلَاف فينفق على بني إِسْرَائِيل أَرْبَعَة آلَاف وعَلى عِيَاله أَلفَيْنِ فأوتي دَاوُد مَا أُوتِيَ ثمَّ قيل لَهُ {اعْمَلُوا آل دَاوُد شكرا}

وَأعْطِي سُلَيْمَان منطق الطير وَالرِّيح وَعين الْقطر أسيلت لَهُ ثَلَاثَة أَيَّام فَاتخذ مِنْهَا تماثيل على صور الرِّجَال من النّحاس

رُوِيَ عَن إِبْنِ عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله تَعَالَى وتماثيل قَالَ اتخذ سُلَيْمَان تماثيل من نُحَاس فَقَالَ يَا رب انفخ فِيهَا الرّوح فَإِنَّهَا أقوى على الْخدمَة فَنفخ الله فِيهَا الرّوح فَكَانَت تخدمه وَكَانَ اسبنديار من بقاياهم

فَلَمَّا انْتَهَت خلَافَة دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام أَرَادَ أَن يسْتَخْلف ابْنه سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لَهُ سُلَيْمَان أبحب الْوَلَد تفعل هَذَا أم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015