عَلَيْهِم وَكَانَت الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام تفزع إِلَى الصَّلَاة فصلى فَقَالَ اللَّهُمَّ إِن بني معد أَغَارُوا على قومِي فَفَعَلُوا وفعلوا وَإِن قومِي أمروني أَن أَدْعُو عَلَيْهِم فَقيل لَهُ لَا تدع عَلَيْهِم فانهم عبَادي وانهم ينتهون إِلَى أَدَاء أَمْرِي وَإِنِّي أَغفر لَهُم أول مَا يستغفروني قَالَ يَا رب اجعلهم من أمتِي قَالَ نَبِيّهم مِنْهُم قَالَ يَا رب فَاجْعَلْنِي مِنْهُم قَالَ استقدمت واستأخروا
وَجَاء عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي حَدِيث الْمِعْرَاج فَلَمَّا جَاوَزت مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي السَّمَاء السَّادِسَة بَكَى مُوسَى وَقَالَ يزْعم بَنو إِسْرَائِيل أَنِّي أكْرم ولد آدم على الله تَعَالَى وَهَذَا عبد أكْرم على الله مني وَلَو كَانَ وَحده هان وَلَكِن الله تَعَالَى قضى أَن مَعَ كل نَبِي تبعه من أمته ثمَّ انْطلق بِي إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَإِذا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ملزق ظهر هـ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُور وَمَعَهُ تبعه من أمته فَقَالَ لي جبرئيل هَذِه منزلتك ومنزلة أمتك وَهَذَا أَبوك إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ تَعَالَى إِن أولى النَّاس بإبراهيم للَّذين اتَّبعُوهُ وَهَذَا النَّبِي وَالَّذين آمنُوا مَعَه وَالله ولي الْمُؤمنِينَ
فَألْحق هَذِه الْأمة بابراهيم عَلَيْهِ السَّلَام وضمهم فِي الْولَايَة جَمِيعًا وَلم يدْخل فِيهِ بَنو إِسْرَائِيل وهم ولد إِبْرَاهِيم أَيْضا فَبين فِي هَذَا الحَدِيث منزلتيهما ودرجتيهما وانما أرى فِي السَّمَاء الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام وأتباعهم على درجاتهم وَإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام الْمُقدم عَلَيْهِم وَوصف الله تَعَالَى فِي تَنْزِيله الْكَرِيم شَأْن الأمتين فَوَجَدنَا شَأْن بني إِسْرَائِيل يجْرِي على سَبِيل الْعدْل وأساس الربوبية وشأن فِي هَذِه الْأمة يجْرِي على سَبِيل الْفضل والألوهية فظهرت فِي بني إِسْرَائِيل السياحة والرهبانية وَعَلَيْهِم فِي شريعتهم الأغلال والآصاد