محاب الله فِي ذَلِك الْوَقْت فاتسع لهَذَا الْأَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يضق بِهِ ذرعا واتسع أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ وضاق عمر رَضِي الله عَنهُ حَتَّى صَار إِلَى أبي بكر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ يَا أَبَا بكر أَلَيْسَ هَذَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو لَيْسَ نَحن الْمُسلمُونَ فَقَالَ بلَى فَقَالَ فعلى م نعطي الدنية فِي ديننَا وهم الْكفَّار قَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ يَا عمر الزم غرز رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واسمع وأطع فَإِنِّي أشهد أَنه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَأَنا أشهد فَلم يصبر على ذَلِك فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله أَلَسْت رَسُول الله أولسنا بِالْمُسْلِمين أوليسوا بالمشركين قَالَ بلَى قَالَ فعلى م نعطي الدنية فِي ديننَا وهم الْكفَّار قَالَ أَنا عبد الله وَرَسُوله وَلنْ أُخَالِف أمره وَلنْ يضيعني
قَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ فمازلت أَصوم وأصلي وأتصدق وَأعْتق من الَّذِي صنعت مَخَافَة كَلَامي الَّذِي تَكَلَّمت بِهِ يَوْمئِذٍ
فَصَالح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُشْركين وَكتب الْكتاب فِيمَا بَينهم على وضع الْحَرْب عشر سِنِين يَأْمَن مِنْهُم النَّاس ويكف بَعضهم عَن بعض فَأمنُوا وَلَقي بَعضهم بَعْضًا وخالطوهم وَاسْتَمعُوا إِلَى الْقُرْآن وَإِلَى مَا جَاءَ بِهِ عَن الله تَعَالَى وَالرجل يكلم أَخَاهُ وَصديقه ورحمه بذلك فَدخل النَّاس أَفْوَاجًا فِي دين الله مثل مَا دخلُوا فِي سِنِين كَثِيرَة
فَانْظُر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَيفَ فوض أمره إِلَى الله تَعَالَى وأبرز صدق توكله وَكَيف حسن ظَنّه بِاللَّه تَعَالَى فَقَالَ إِنِّي لن أُخَالِف أمره وَلنْ يضيعني وَكَيف تَابعه على ذَلِك أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ واتسع